ضربة موجعة سددها بذكاء المخرج سيمون أسمر إلى الفنانة نجوى كرم، التي حلت ضيفة افتراضية على فوازير باسم فغالي، الذي لم يجد تقليدها فحسب.
بل قدم للمشاهدين الإجابة جاهزة عما يفترض أنه سؤال الحلقة، كي يوفّر على المشاهدين "عناء" ما قد يتكبدونه من جهد في سبيل معرفة هويّة الشخصية التي يقلدها يوميا.فلو أطلق على البرنامج اسم "استعراضات باسم فغالي" لما اعترض أي منا على استغباء المشاهدين، من خلال طرح سؤال يومي على المشاهدين المطالبين بمعرفة اسم الشخصية، في لعبة مكشوفة لا يتوانى فيها المونولوجيست عن ذكر اسم الفنّانة قبل أن يختم بالسؤال "هل عرفتم من هي شخصيّة اليوم؟".
بالطبع لم يفتنا معرفة الشخصيّة التي قلدها ببراعة باسم ليلة أمس السبت، إنها النجمة نجوى كرم التي لم يتوان فغالي عن طعنها بقسوة، متناسيا أنها بعيدا عن الأضواء، امرأة تملك من المشاعر والأحاسيس ما لم يراعها في حلقة كان الهدف منها السخرية لإضحاك المشاهدين ولو على حساب كرامات الناس ومشاعرهم وربّما حياتهم الشخصيّة.
فأمام الملك شهريار، تجلس نجوى الافتراضية تشكو له سوء حالها، يسألها "هل تزوجت؟"، تجيبه "كنت متزوجة"، يسترسل "لماذا تركت زوجك؟"، تقول بأسى "لأن أهلي لم يرضوا عني"، "ولماذا لم تنجبي" يسألها، "لأن زوجي لم يرض عنّي" تقول وهي تشعر بذل يظهر على قسمات وجهها التي تقمّصها باسم ببراعة.
يسألها شهريار مجدداً عن تبدّل أحوالها "هل هو غضب رباني؟"، "بل هو غضب أهلي الذي خرجت عن طوعهم" تقول نجوى لتكتمل الصورة، إذاً الهدف كان تعنيف نجوى وإعطاءها دروساً في الأخلاق وكيفية التعامل مع والديها، خصوصاً أنّ باسم سمح لنفسه بالتدخّل في خصوصيّات نجوى، فأظهرها بصورة الإبنة الجاحدة، التي ينتقم منها قدرها تنفيذاً لعدالة السماء.
وأكد طارق أبو جودة ابن أخت الفنانة نجوى كرم ومدير أعمالها أنّ نجوى لم تشاهد الحلقة، قال "لم أخبرها حتى لا أضايقها، لكنها حتما ستعرف، وأخشى أن تشاهد الحلقة أثناء إعادتها بعد منتصف الليل".
طارق اعترض على الإيحاءات التي لا أساس لها من الصحّة قائلاً "لقد حاولوا إظهار نجوى بصورة الإبنة الناكرة للجميل، الخارجة عن طوع أهلها، علماً أنها تقيم مع والديها منذ العام 94، وهما لا يفارقانها إلا عندما يزوران زحلة في عطلة نهاية الأسبوع".
ولم يوجّه طارق أي لوم لباسم، معتبرا أنه دفع رغماً عنه للعب هذا الدور الذي لا يليق بموهبته.
إذا بكل قسوة سمح المخرج الكبير سيمون أسمر لنجمه المدلل أن يسخر من فنّانات شهيرات والهدف هو إضحاك المشاهدين، وربّما تسديد ضربات لبعض النجمات اللواتي خرجن عن طوعه، حيث انتقل باسم من التقليد إلى التعنيف، من الطرافة إلى المحاكمة المباشرة للنجمات، محكمة جعلت المشاهد يتعاطف حتماً مع ضحايا فغالي الذي افتقد إلى العفويّة، فبدا مجرّد مؤدّ في مسرحيّة فاشلة رغم كل مظاهر البهرجة التي تحيط بها.